بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا ورسولنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
أما بعد :
لمن المؤسف أن نرى أشخاصًا يقولون ما يسمعونه دون التحري من صحته(تقليد أعمى) , وكان ذلك واضحًا جليًا في مظاهرات مصر مطالبةً بإزالة الرئيس وكان لهم ذلك , وهنا في ديفيدي العرب كذلك ! حيث أنك تسمع مَن يقول ويردد ويُنشد " إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر" ظنًا أنها عبارة مشجعة أو ما شابه رغم أنها كفرٌ بعينه كما أفتى بذلك الشيخ المحدّث محمد ناصر الدين الألباني عندما سئل عن حكم هذا البيت .
وهنا سأطرح هذه الفتوى بالإضافة إلى فتوى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله وفتوى من موقع
" سُئل إلامام المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قول الشاعر أبو القاسم الشابي :
«إذا الشعبُ يوما أراد الحياة .. فلا بُد أنْ يستجيب القدر»
فأجاب - رحمه الله - هذا الكفر بعينه ، هذا يدل على أن الناس ابتعدوا عن العلم ، ولم يعودوا يعرفوا ما يجوز ومالا يجوز ، ما يجوز لله وحده ، وما لا يجوز لغيره ،وهذا من الغفلة وهي من الأسباب التي أوحت لبعض الشعراء المعاصرين أن يقول ذلك وأن تتبنى ذلك الإذاعات العربية كنشيد قومي عربي فتقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر ، يعني القدر تحت مشيئة الشعب ، وهذا عكس قوله تعالى : {{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله }} ومن العجيب أن يردد هذا الشعر رجل في البعثة الجزائرية للحج ، فبدأ يتكلم في مجلس كبار رجال الدعوة الإسلامية وأمام أبصارهم وأمام المشايخ فينشد هذا البيت فيقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة ...بعض المشايخ تكلم وقال : إيش هذا ؟ هذا أكبر غفلة عن الإيمان بالقضاء والقدر ..
قلت : هكذا يوم يجهل المرء دينه ، ويتكلم بغير علم فيتجاوز حدوده ، ويتكلم في غير فقه فيأتي بالعجائب والغرائب من الطوام التي إذا لم يستنكرها أهل العلم أصبحت من الثوابت والسنن التي تقوم عليها الدول ، ويا ويل من استنكرها بعد ذلك ."
كتاب الحاوي من فتاوى الشيخ الألباني [ج 1/ ص64]
فتوى الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله
ونصها كالتالي
يقول السائل " ما حكم قول الشاعر " :
إذا المرء يوما أراد الحياة ***** فلا بد أن يستجيب القدر!!
فأجاب الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان ).
هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف ..
على كل حال هذا كلام شاعر , الله -جل وعلا- يقول : ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) [سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225] .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر: " أعذبه أكذبه " ..
هذا كلام باطل بلا شك :
إذا المرء يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستجيب القدر!!
هذا مبالغة ، هذا يُنسب للشابي ( شاعر جزائري أو تونسي من الشعراء المعاصرين ) .
بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول :
" يا ظُلم القدر ! " ، " يا ظُلم القدر " ، " ظلَمهُم القدر ! " ، " يالسخرية القدر " ، " القدر يسخر ؟! " ، " القدر يظلم ؟! " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله ..
عنوان الفتوى : قول الشاعر ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة ) في الميزان
رقمها ( 52019 )
يقول السائل :
" أنا أسأل عن بيتين من الشعر يرددهم بعض الفنانين الموريتانيين وهم: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، والثاني هو: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر .. تعني محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ وشكراً.
" الفتوى "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد:
أما قول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة . فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [التكوير:29], وقال تعالى ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) [الفرقان:2].
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . ولكن هذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بجد واجتهاد ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل ) رواه الترمذي وحسنه الألباني ، فالعمل من تمام التوكل على الله."
أما البيت الثاني: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر . فهو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت عن البخاري عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله . قال ابن القيم: فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة، وذكره سبحانه بصفة العبودية في أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء."
في بداية الأمر ظننتُ أن البيت يقول "إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب للقدر" (باللام قبل القدر) ولو كان كذلك لكان القول صوابًا لأن هنا الإنسان تحت مشيئة قدر الله وليس العكس كما هو واقع البيت .
ختامًا أقول تنبهوا وتحروا صحة كل ما تسمعونه وتقرؤونه وترونه إخوتي في الله فالخطأ في مثل هذه الأمور فادحًا ولا تنسوا أن هناك ضِعاف الإيمان مَن يقلدوكم بإيجابياتكم وسلبياتكم .
والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا ورسولنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
أما بعد :
لمن المؤسف أن نرى أشخاصًا يقولون ما يسمعونه دون التحري من صحته(تقليد أعمى) , وكان ذلك واضحًا جليًا في مظاهرات مصر مطالبةً بإزالة الرئيس وكان لهم ذلك , وهنا في ديفيدي العرب كذلك ! حيث أنك تسمع مَن يقول ويردد ويُنشد " إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر" ظنًا أنها عبارة مشجعة أو ما شابه رغم أنها كفرٌ بعينه كما أفتى بذلك الشيخ المحدّث محمد ناصر الدين الألباني عندما سئل عن حكم هذا البيت .
وهنا سأطرح هذه الفتوى بالإضافة إلى فتوى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله وفتوى من موقع
" سُئل إلامام المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قول الشاعر أبو القاسم الشابي :
«إذا الشعبُ يوما أراد الحياة .. فلا بُد أنْ يستجيب القدر»
فأجاب - رحمه الله - هذا الكفر بعينه ، هذا يدل على أن الناس ابتعدوا عن العلم ، ولم يعودوا يعرفوا ما يجوز ومالا يجوز ، ما يجوز لله وحده ، وما لا يجوز لغيره ،وهذا من الغفلة وهي من الأسباب التي أوحت لبعض الشعراء المعاصرين أن يقول ذلك وأن تتبنى ذلك الإذاعات العربية كنشيد قومي عربي فتقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر ، يعني القدر تحت مشيئة الشعب ، وهذا عكس قوله تعالى : {{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله }} ومن العجيب أن يردد هذا الشعر رجل في البعثة الجزائرية للحج ، فبدأ يتكلم في مجلس كبار رجال الدعوة الإسلامية وأمام أبصارهم وأمام المشايخ فينشد هذا البيت فيقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة ...بعض المشايخ تكلم وقال : إيش هذا ؟ هذا أكبر غفلة عن الإيمان بالقضاء والقدر ..
قلت : هكذا يوم يجهل المرء دينه ، ويتكلم بغير علم فيتجاوز حدوده ، ويتكلم في غير فقه فيأتي بالعجائب والغرائب من الطوام التي إذا لم يستنكرها أهل العلم أصبحت من الثوابت والسنن التي تقوم عليها الدول ، ويا ويل من استنكرها بعد ذلك ."
كتاب الحاوي من فتاوى الشيخ الألباني [ج 1/ ص64]
فتوى الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله
ونصها كالتالي
يقول السائل " ما حكم قول الشاعر " :
إذا المرء يوما أراد الحياة ***** فلا بد أن يستجيب القدر!!
فأجاب الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان ).
هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف ..
على كل حال هذا كلام شاعر , الله -جل وعلا- يقول : ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) [سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225] .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر: " أعذبه أكذبه " ..
هذا كلام باطل بلا شك :
إذا المرء يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستجيب القدر!!
هذا مبالغة ، هذا يُنسب للشابي ( شاعر جزائري أو تونسي من الشعراء المعاصرين ) .
بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول :
" يا ظُلم القدر ! " ، " يا ظُلم القدر " ، " ظلَمهُم القدر ! " ، " يالسخرية القدر " ، " القدر يسخر ؟! " ، " القدر يظلم ؟! " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله ..
عنوان الفتوى : قول الشاعر ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة ) في الميزان
رقمها ( 52019 )
يقول السائل :
" أنا أسأل عن بيتين من الشعر يرددهم بعض الفنانين الموريتانيين وهم: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، والثاني هو: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر .. تعني محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ وشكراً.
" الفتوى "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعـد:
أما قول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة . فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [التكوير:29], وقال تعالى ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) [الفرقان:2].
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . ولكن هذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بجد واجتهاد ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل ) رواه الترمذي وحسنه الألباني ، فالعمل من تمام التوكل على الله."
أما البيت الثاني: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر . فهو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت عن البخاري عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا: عبد الله ورسوله . قال ابن القيم: فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة، وذكره سبحانه بصفة العبودية في أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء."
في بداية الأمر ظننتُ أن البيت يقول "إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب للقدر" (باللام قبل القدر) ولو كان كذلك لكان القول صوابًا لأن هنا الإنسان تحت مشيئة قدر الله وليس العكس كما هو واقع البيت .
ختامًا أقول تنبهوا وتحروا صحة كل ما تسمعونه وتقرؤونه وترونه إخوتي في الله فالخطأ في مثل هذه الأمور فادحًا ولا تنسوا أن هناك ضِعاف الإيمان مَن يقلدوكم بإيجابياتكم وسلبياتكم .